الفصـــــــــــ( 1 )ــــــــــل الاول :--
~ ~ ~ ~

_ صوت ضجيج وعالي جدا انخفض عند خروج احد الرجال المُتهجمه الوجه قائلا بصوته الجهوري :-
_ محكمه ..!
_ خرج ثلاث من الرجال المعروفين بــ " القضاء " من الداخل وبدأو بالجلوس واحد تلو الاخر يترقب الجميع قوله بقلب مُرتجف وهي بالاخص تشعر بالخوف القليل لكن شعور بداخلها يبثها الثقه افاقت حين قال القاضي بصوت عال :-
_ بعد الاطلاع علي اوراق القضيه وسماع اقوال الشهود حكمت المحكمه حضوريا ببراءه المُتهم " عادل حمدان الرشيدي " رفعت الجلسه
_ تعالت اصوات التهليل وبكاء النساء بالفرح والكاميرات بدأت بالتصوير .. فرحت هي جدا بنجاحها امام عيناها حتي قال لها رجل بــــ سن عجوز :-
_ ربنا يكرمك يا بنتي .. وتبقي في اعلي المراتب في شغلك
ابتسامه صغيره رسمت علي وجهها الهادئ وقالت بصوت رقيق :-
_ ربنا يديك الصحه يا حاج حمدان ..!
_ خرجت بصعوبه من باب المحكمه بسبب الصحافه التي تلاحقها بشتي الطرق ..
~ ~ ~ ~ ~
_ دخلت مكتبها بشموخ كالعاده وجلست علي ڪُرسيها الخاص بها حيث دخل العامل قائلا بابتسامه :-
_ صورك منوره الجرايد يا استاذه ..
ابتسمت وقالت :-
انت اللي منور يا عم محمد ..
قهوتي بقا الله يخليك بسرعه ..
_ قال لها :-
دقايق واحلي قهوه تكون عندك ..
_ سمع صوت من خلفه يقول بخفه :-
وانا كمان النسكافيه بتاعي يا عم محمد ..
ابتسم لها قائلا :-
تؤمري يا استاذه چود ..
_ خرج مُحمد وجلست '' چود '' قائله بفرحه :-
وكالعاده طبعا المُحاميه المعروفه " كنوز الجندي " كسبت قضيه انهارده ..
كنوز بشرود :-
هو عشان ابوه غلبان يعني يتسجن ظلم ..
چود بابتسامه :-
لا طبعا بس بقولك ايه يا جميل انت
ما تيجي نتغدي برا انهارده ..
كنوز بخضه مُزيفه :-
انتي عايزه دولت تموتني ..
چود بضحك :-
لا لا طبعا متهونيش عليا امك مبترحمش برضو ..
كنوز :-
طيب هشوف كام قضيه كده وبعدين اروح كامليا عايزاني بدري انهارده ..
چود باستغراب :-
طيب و ندوة انهارده مش ناويه تروحيها ..
كنوز باعتراض :-
من امتي وانا بروح الندوات في يوم القضايا المجاني ..؟
چود بتذكر :-
اوبس نسييت ..اسفه يا بيه اروح اشوف القضايا بتاعتي عشان متهزأش ..
_ خرجت من مكتب صديقتها متوجهه حيث مكتبها
(( " كنوز الجندي " فتاه في الرابعه والعشرون من عُمرها ، قويه صلبه دائما مُدافعه لحقوق المرأه المصريه تعمل كمحاميه ، لم تخسر قضيه ، تخصص يوما بنهايه الاسبوع للقضايا المجانيه للناس الفقراء . ))
(( " چود المِينيسي " صديقه كنوز المُقربه تعرفت عليها بالجامعه تعمل معها بنفس المكتب وتحضر معها الندوات بجمعيه حقوق المرأه . ))
~ ~ ~ ~ ~
_ في وسط الصحراء والرمال الصفراء يقف ظباط من الشرطه بجانب بعضهم ينهض امامهم قائلا بصوت جهوري :-
_ الله اكبر ..
_ وينهض الجميع معه من السجود لربهم ما الا ثواني حتي قال :-
_ السلام عليكم و رحمه الله .. السلام عليكم و رحمه الله ..
_ ردد الجميع الجمله خلفه وبدأو بالوقوف والاستعداد لتلك المُهمه .. ركبوا الهليكوبتر ومعهم الاسلحه الخاصه بهم والبعض الاخر يقف بالصحراء حتي اتي سيارات ضخمه محاوطه المكان وشرعوا باطلاق النيران عليهم تفادي حيث امكانه الرصاص وقال بصوت عال :-
_ هجوووووم ...!
_ خرجت القوات من المخابئ السريه واشتركوا معهم بتسديد الرصاص لهم .. دقائق وخرجت السيارات الضخمه من المكان وتم القبض علي البعض .. واشتعلت النيران بالارض الخضراء حتي اكلتها ڪُليا ..
جاء احدهم قائلا باطاعه :-
كل حاجه تمام يا مُصعب بيه ..
مُصعب بجمود :-
تمام جمّع القوات ..
_ نفذ الظابط امره وتم جمّع القوات حتي فرغ المكان باكمله ...!!
(( " مُصعب الهلالى " شاب لديه من العمر ثلاثين عاما ، هدفه ان يكشف منظمه التي تعمل بالسلاح ، لا يسمح بالتدخل بعمله مهما كان يكون ابيه لواء شرطه يأخذ هو كل طباعه وصفاته القاسيه ))
~ ~ ~ ~ ~
_ تمشي بالمنزل ذاهبه وعائده لم يهدي لها بال بالها مشغول جدا جلس هو جوارها قائلا بابتسامه خفيفه :-
_ هتفضلي كده لحد امتي يا ليلى ..
ليلي بقلق :-
لحد ما اموت ..
مقولتليش ليه ان ابنك في مأوريه انهارده ..
نظر لها قائلا بضحك :-
عشان يزعل مني انا صح .. هو منبه عليا انتي بالذات متعرفيش ..
ليلي باستغراب :-
ليه يا كامل بقا هو انا مش عمته اللي ربته ولا ايه ..
عمته ايه ..!؟ انا امه ..
كامل بحب :-
طبعا امه انتي اللي ربتيه بعد ما امه ماتت وكبرتيه هو واخوه ..
ليلي بعتاب :-
كنت تقولي يا كامل انه في مأموريه ..
اديني بكلمه مبيردش ..!
كامل ضاحكا :-
يا ليلي بطلي بقا
ده بقا راجل عنده 30 سنه ..
_ دخل شاب يبدو انه في اواخر العشرينات قائلا بضحك :-
_ انتي زعلانه يبقي مُصعب في مأموريه ..
ضحك كامل قائلا :-
تعالي يا رائف شوف عمتك قالبه وشها من الصبح ..
رائف بضحكه خفيفه :-
و مقولتلهاش ليه يا كيمو ان مُصعب في مأموريه هاا ..
_ نظر كامل للاثنان بدهشه وقال :-
كيمو ... قوم يا رائف شكلك رايق ..
ليلي بامتعاض :-
يقوم ايه تعالي يا واد انت اغديك شكلك خاسس اليومين دول ..
_ اجابها رائف قائلا :-
اه والله اعمتو يلا تعالي وريني عامله غدا ايه ..؟
_ دخلا الاثنان للمطبخ بينما كامل ضحك بشده علي خفه ظلهم و دخل مكتبه ليفعل شئ ماا ..
(( " كامل الهلالى " لواء شرطه توفت زوجته وهي تلد ابنه الاصغر " رائف " تولت تربيتهم اخته ، كان حريص جدا علي ان اولاده الاثنان يكونان بنفس مجاله لينفذ امنيه زوجته ))
((" رائف كامل الهلالى " نقيب شرطه ماهر بعمله ، يتميز بخفه ظله ومرحه ، لكن بعمله جاد جدا ، هو الابن الاصغر لكامل يحب عمته بشده ويعتبرها امه واكثر ، لديه من العُمر تسعه وعشرين عاما ))
(( " ليلي الهلالى " اخت كامل الصغري تزوجت زميلها بالجامعه وشاء الله لها بعدم الانجاب ، تزوج عليها ولم تتحمل هي ان تكون لها ضره فقررت الطلاق منه في ذلك الحين كان اخيها لم يقدر علي تربيه اولاده وعمله ف اقترحت عليه ان تربيهم هي و تتولي رعايتهم حتي كبرا الاثنان امام عيناها تشعر كأنها امهم ليست عمتهم ))
~ ~ ~ ~ ~
_ فتحت الباب لتري الشقه مُظلمه جدا بدأت بفتح الانوار حتي خرجت احدهم من خلفها بحذر شديد حتي لامستها سريعا قائلا بضحك :-
_ اركب الهوا ..
_ صرخت تلك المسكينه من الخضه والتفتت لتري تلك الاخت التي تكبرها بعامين قالت لها :-
_ الله يخربيتك قطعتيلي الخلف ..
يا ماما تعالي شوفي بنتك يا ماما ..
_ خرجت من المطبخ امرأه تبدو انها في اواخر الخمسينات قائله بانزعاج :-
_ صوتك جايب اخر الشارع ايه يا ماما يا ماما ..
كنوز ببكاء مُزيف :-
تعالى شوفي بنتك الكبيره بتعمل فيا ايه ..
نظرت الاخري لبنتها الكبري قائله :-
عملتي ايه يا دكتوره ..!؟
اجابت ابنتها قائله :-
والله ما عملت حاجه خضيتها بس ..
الام برفعه حاجب وسخريه :-
بس .. ربنا يهديكي يا كامليا ...
كامليا برفعه حاجب :-
ليه مجنونه..
كنوز بانزعاج :-
بس بس ..
عامله اكل ايه يا دولت انهارده ..
دولت بحده :-
لاااا مش هتدخلو الا اما اخلص الاكل خااالص مبحبش حد يشوف حاجتي الا اما تخلص ..
_ دخلت " دولت " المطبخ بينما الاختان نظر لبعضها ضاحكين حتي جلس الاثنان وقالت كامليا بفرحه :-
_ مبروك يا عم .. صورك مكسره الدُنيا ..
_ ضحكت الثانيه بخفه وقالت :-
اه عرفت عشان قضيه القتل اللي اخد براءه دي ..
كامليا بتساؤل :-
بس يا كنز كده في نسبه خطر عليكي ..
كنوز باعتراض :-
محدش بيموت ناقص عُمر ..
جوزك عامل ايه ، وبنتك فين ..؟
كامليا بابتسامه :-
مروان فى مأموريه انهارده .. و ايلاف نايمه
كنوز بحب :-
ربنا يبارك فيها ..
_ قالت جملتها و دخلت لغرفتها لتاخذ حماما دافئا لتزيل ارهاق اليوم ..
(( "دولت " ام كنوز امرأه ب اواخر الخمسينات بعد وفاه زوجها لم تقبل بالزواج من اخيه وتركت لهم البلد باكملها وجائت للقاهره اخذت تعمل وحافظت علي الوردتان التي اعطاها الله لها ))
((" كامليا الجندي " فتاه ذات السابعه والعشرون من عُمرها طبيبه ماهره لــ اقصي حد ، تعمل بــ احدي المُستشفيات الخاصه تحب عملها بشده حلمها الوحيد ان تفتح عياده ب اسمها وتساعد الفقراء ، هي الاخت الڪُبري لكنوز متزوجه من مروان المِينيسي ولديها طفله واحده " إيلاف" ))
~ ~ ~ ~ ~
_ دخل ليراهم جالسين بعالم اخر يتابعون التلفاز باهتمام شديد حتي صدر صوته قائلا :-
_ يااه للدرجاتي..
ليلي بخضه :-
متتنحنح يا واد انت في ايه ..
مُصعب بدهشه :-
اتنحنح ..
لولا انك عمتي كنت مسيت عليكي يا ليلي..
كامل بفخر :-
الف مبروك يا سياده الرائد اسمك مسمع علي الاخر ..
رائف بحقد مُزيف :-
ما انا بطلع مأموريات عمرهم ما اتكلمو عني في التلفزيون ليييه هاا لييه ..
مُصعب بجمود :-
اصلك فقري طول عمرك ..
انا طالع انام شكلك فايق يا رائف ..
ليلي بحنان اموي :-
احضرلك العشا يا حبيبي ..
مُصعب بابتسامه صغيره :-
شكرا يا ليلي .. انا مُرهق وعايز انام ..
_ صعد '' مُصعب '' لغرفته لينعم بقسط من الراحه بعد يوم طويل وشاق من التعب لكن لن يهدأ الا ان يقبض عليهم جميعا ..!
~ ~ ~ ~ ~
_ نزل الدرج بثقه عاليه جدا ، حتي وصل ل اخره بملابسه التي تدل علي قوته وصرامته ، وقف امام الرجل الكبير نوعا ما قائلا بثقه :-
_ كيفك يا عمى ..
اجابه الاخر بابتسامه هادئه :-
مليح يا ولد اخوي ..
اومأ له و سأله بتوجس :-
خبرني .. عملتو ايه جالي خبر ان الحاكومه هجمت عليكم انهارده كيفها الاخبار يا سالم ..
اومأ له " سالم " بابتسامه ضاحكه :-
متجلجلش يا مُهاب هتعمل كيف الحريم اياك ..
هي دي اول مره دايما الحاكومه تاجي وتحرج الحشيش الاخضر من الارض ..
مهاب بحده :-
ولحد ميتي هتفضل الحاكومه ورانا يا سالم لحد ميتي ..
سالم بهدوء :-
مُهاب هدي اكده .. احنا اشغالنا ماشيه تمام خليك هادي يا ولدي ..
مهاب بشر :-
اهدي كيف يا عمي .. ولد الهلالى بيتابع اخبارنا اول بــ اول ..
سالم بسماجه :-
ما يتابع يا ولد اخوي .. ولد الهلالى جوي صوح لكن مش اجوي منينا ولا ايه يا مُهاب الجبالى ..
مهاب بــ سخريه :-
يا سالم جالنا اخبار ام ولد حمدان خد براءه وطلع من السجن
سالم ببرود :-
عرفت الخبر ده جبل سابج يا مهاب ومتجلجش معترفش علينا
مهاب :-
كيف ده كان معاه بضاعه واعره جوي كيف نجي منيها
سالم بشر :-
ولد حمدان ده كان كبش فداء لا اكتر ولا اجل اهبل انا اياك
مهاب :-
بتتكلم بــ الالغاز ليه يا سالم جصر فــ الكلام عاد
سالم بملل :-
بدلنا البضاعه لــ سكر مطحون والبضاعه الاصليه اتسلمت في وجتها يا ابن اخوي
ابتسم بشر الاخر قائلا :-
ع تعجبني دماغك يا سالم جوي
ثم عاد الي وجهه المتهجم ونادي علي المسكينه الموجوده بــ منزله
مُهاب بحده :-
يا هاديه انتي يا بت ..
_ جائت فتاه صغيره بالعمر علي اثر الصوت قائله بخوف :-
_ ايوه يا سي مُهاب ..
مُهاب بهدوء :-
حضري الوكل بسرعه ..
_ اومأت المسكينه بخوف ودخلت للمطبخ لتعد الطعام لهم ، بينما الاخر ظل ينظر ل ابن اخيه يعلم انه لا ينوي علي الخير ابدا بداخله شئ سيقلب الجميييع ، يعلم من هو " مصعب الهلالى " الداخليه جميعها تخافه وتخشي التعامل معه ..!
~ ~ ~ ~ ~

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2013 ahmed hassan
تصميم : احمد حسن