الفصـــــــــــ( 9 )ــــــــــل التاسع :-
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~

_ ابتسمت لـ ذلك الصوت الغائب عنها منذ سبع سنوات وقالت بـ فرحه :-
_ خالو وحشتني اوي
ابتسم الرجل الذي تظهر بعض خصلات بيضاء فـ شعره :-
_ وانتي كمان يا حبيبتي
_ اعطت له مساحه كافيه لــ يدلف لـ الداخل حيث يوجد والدتها ، التي عندما رأته وكأنها رأت ابريق مياه فـ صحراء جرداء لا تفاعل فيها ولا حياه ، ابتسمت بـ فرح ، بدأت الدموع تنهمر علي وجنتيها كأنها شلال من المطر لتستقر علي عُنقها البارز فيه بعض العروق الزرقاء دليل على ِگِبر السن
_ اقترب منها شقيقها قائلا بـ خفته :-
ازيك يا دولت اخبارك ايه
دولت بـ فرحه كأنها رأت ابيها ليس شقيقها :-
الحمد لله يا حبيب اختك ، تعالي اقعد استريح
_ فاقت " كنوز " من ذلك المشهد الــمُؤثر شعرت لــ وهله قليله بـ البكاء لكنها تدراكت حالها وقالت بـ قلق :-
_ ماما اهدي شويه عشان متتعبيش
دولت بـ فرحه :-
اتعب ايه بس ده كأن روحي اتردت ليا من تاني
_ بعد دقائق سمعت صوت رنين جرس اخر قالت بـ مرح :-
_ تقريبا كده العيله خلصت مفيهاش حد لسه مسافر برا مصر
دولت بـ ضحكه :-
دي اختك كلمتني وقالت انها جايه هي و مروان يلا افتحيلهم
كنوز بـ نظرات حاده مُزيفه :-
اها ما انا الخدامه الفلبينيه اللي خلفتيها
دولت :-
اجري يا بت يلا مش وقت محاضراتك ياست المحاميه
_ قهقه حازم بـ خفه و عندما رأي ابنه شقيقته الاخري نهض بـ ابتسامه ، والاخري كانت صدمتها كبيره جدا ، ذلك خالها الذي تركهم منذ سبع سنوات ماضيه ولم يتحدث معهم ولا مره واحده لم يخبر احد اي معلومه واحده عنه ، ذهبت بـ اندفاع اليه لـ يضمها بـشوق هي من تأثرت بـ رحيله جداا
_ ضمها اليه الاخر بحب ابوي هو يشعر تجاهها كأنها ابنته ليست ابنه شقيقته هو من رباها علي يده بعد وقبل وفاه ابيها ،
_ بكت ..!
ولما لا و الرجل الذي كان بـ مثابه ابيها عاد اليهما بعد سبع سنوات لم تعرف عنه شئ لـ مُجرد انه شعر بـ الفشل في بلده ..!
كل ذلك يحدث وهناك عيون تراقبهم بـ نار تشتعل لم يتحمل اكثر من ذلك حتي قال بـ حده :-
_ م تبوسها بالمره يا حبيبي عادي
_ ابتسم الاخر له و اومأ بـ استفزاز قائلا :-
_ بس كده انت تؤمر يا برنس
_ انحني يُقبل وجنتبها لكن لم يُكتب له هذا حيث وجد يد تمنعه بـ قوه قائلا :-
_ فـ ايه انا ساكت من الصبح احتراما لـ حماتي
كاميليا بـ تحذير :-
مروان مينفعش كده
مروان بـ صوت بدأ فـ العلو :-
امال ايه اللي ينفع ان البيه يبوسك وانا قاعد كيس جوافه كده عادي
كنوز بـ ضحكه عاليه :-
ده زوما يا مروان عادي يعني
مروان بـ استهزاء :-
ويطلع مين زوما ده
حازم بـ ابتسامه مُقدرا غيرته عليها وقال :-
_ خال مراتك يا سياده الرائد
وقف الاخر يستوعب كلماته التي القاها عليه مثل القنبله لكنه قال بـ برود :-
_ و عشان خالها يعني تبوسها قدامي
دولت بـ ضحكه :-
والنبي ضحكتني يا مروان ده حازم اخويا يا بني لسه جاي من دبي دلوقتي
مروان بـ هدوء :-
ومقولتيش ليه ان ليكي خال مسافر.
كنوز بـ مرح :-
اقولك انا يا شبح الغابه ، دلوقتي زوما سافر من سبع سنين وانت واختي متجوزين بقالكم سنه واحده بس حتي بنتك الغلبانه لسه صغيره اهي
حازم بـ ابتسامه :-
حازم الهندي 42 سنه دكتور علاج طبيعي ولسه عازب
قهقه مروان وقال بـ خفه :-
والله احلي حاجه عملتها
كاميليا بـ نظرات ذات معني :-
مروااااان
التفت لها ، ولف احد ذراعه علي عنقها قائلا بـ حب ومرح :-
_ قلب مروان من جوه
كنوز وهي تمسك مبرد الاظافر تساوي اظافرها :-
_ صدق اللي قال الرجاله ماتوا فـ الحرب
_ مروان بـ نظرات حاده :-
اتلمي يا كنز احسن لك
كنوز ناهضه :-
بااس انا هدخل اقعد فـ اوضتي اتكلم براحتي
~ ~ ~ ~ ~ ~
_ تجلس فـ غرفتها بـ مُفردها علي قدمها الحاسوب الخاص بها تنهي بعض الاعمال عليه ، صدر صوت رنين هاتفها ، اجابت قائله بـ ابتسامه :-
_ الو يا سياده النقيب
رائف بـ ضحكه :-
م بلاش سياده النقيب دي مش حلوه خليها رائف
چود بـ ضحكه خجله :-
حاضر رائف بس كده حلو
رائف :-
حلو الحلو كمان ، اخبارك ايه
چود :-
الحمد لله ماشي الحال
رائف بـ هدوء :-
هعدي عليكي انهارده تيجي تشوفي ليلي تمام
چود بـ حيره :-
تمام هاتيجي امتي
رائف :-
نصايه كده تكوني جهزتي
_ اغلقت معه الحديث بعد الكثير من السلامات و نهضت من مكانها قاصده مكان والدتها التي ابتسمت عندما رأتها وقالت :-
_ ماما حبيبتي
غاده :-
خلصي هاتي من الاخر عايزه ايه
چود بـ حيره :-
بصي يا ماما كده رائف جاي انهارده يوديني عند ليلي
غاده وهي تنظر لها :-
انتي تعرفي رجاله من ورايا طب لما ابوكي يجي بس
چود :-
يا ماما رجاله ايه بس يا ماما ده رائف صاحب مروان ارجوكي افتكريه
غاده بـ تزكر :-
اها افتكرته مش ده ابن كامل الهلالي
چود بـ تأكيد :-
ايوه يا ماما هو
غاده :-
اللي كنتي بتجري وراه عشان تبوسيه غصب عنه
چود :-
خلاص يا ماما في ايه هتفضحيني
غاده بـ تأفف :-
عايزه ايه يعني
چود :-
عايزه اروح
غاده گعاده اي ام مصريه :-
روحي يا اختي ع الله تيجي بـ عيل
_ چود :-
مفيش فايده يا ماما
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
_ حضرتك معاك شهادات عاليه جدا
قالها مروان بـ اعجاب لـ خال زوجته الذي رد عليه قائلا :-
_ اها طبعا ودي حاجه حلوه هتساعدني اني اشتغل فـ مستشفي خاصه مش حكومي
كنوز بـ دفاع :-
المستشفيات الحكوميه مش وحشه هي بس محتاجه ناس تشتغل فيها بـ ضمير مش اكتر
مروان بـ تأكيد :-
عندك حق يا كنوز
كاميليا :-
ماما فين يا كنز
كنوز بـ توضيح :-
ماما اخدت الدوا ونامت
حازم :-
انتو انهارده اجازه صح
اومأت كاميليا له :-
اه ديما بقضي يوم الجمعه هنا مع ماما و كنز
حازم بـ اعجاب :-
بس كنز كبرت ماشاء الله و بقت مُحاميه شاطره
كنوز :-
والله يا خالو العالم ده الواحد بيشوف فيه حاجات غريبه
حازم بـ حب :-
طول م انتي مع الحق متخافيش
_ نظر لها بـ حنو اب كعادته و هي ابتسمت له بـ دورها
~ ~ ~ ~ ~ ~
_ خرجت من المطبخ علي صوت عال يُنادي بـ اسمها قالت بـ انزعاج :-
_ عايز ايه يا رائف
رائف بـ غمزه :-
تعالي شوفي جايبلك مين
ليلي :-
يا ما جاب الغراب لـ امه انجز عندي عشا بحضره
_دخلت وعلي وجهها ابتسامه واسعه تُزين ثغرها المطلي بـ لون موف فاتح جدا اعطي لها مظهر انوثي مُهلك لـ قلب ذلك المسكين فـ حبها ، قالت بـ خفه :-
_ ازيك يا لولو
ليلي بـ حده :-
انتي بتجيب ستات البيت ياد انت
چود بـ ضحكه عاليه :-
انا چود يا طنط ليلي
ليلي بتزكر :-
چود مين بنت غاده صاحبتي ..!
رائف بـ فرحه :-
حمدلله علي السلامه انتي كنتي فين يا ليلي
_ ابتسمت ليلي وقامت بـ تقبيلها و رحبت بها جدا قائله لها :-
_ كبرتي يا چود و احلويتي وبقينا عرايس
چود بـ ضحكه :-
ميرسي يا طنط
ليلي بـ خنقه :-
لا طنط ايه دي قوليلي يا لولو
ضحكت بـ خفه :-
حاضر يا ليلي
_ قضت معها وقت مُميز جدا ، تزكرت ذكريات جميله جدا منذ فتره ليست بـ قصيره فـ هي كانت بـ مثابه صديقه وام لهم ، منعها الله من نعمه الامومه لكن عوضها بـ ابناء كثيره ليس منها هي لكن يكفي انها تحبهم
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
_ فـ مساء اليوم
_ جلست جواره علي الفراش قائله :-
ينفع اللي عملته انهارده ده
مروان بـ عدم فهم :-
عملت ايه
كاميليا :-
اللي عملته مع خالو ده
اقترب منها اكثر حتي اصبح قريب منها جدا وقال بـ همس :-
_ وحياتك لو شفتك فـ حضنه تاني لـ اخنقك
كاميليا بـ ذهول :-
مروان بس ده خالي يعني
مروان بـ برود :-
ان شاء الله حتي ابوكي يحضنك ليه
كامليا بـ دهشه :-
انت بتغير يا مروان
مروان :-
اه بغير فين المشكله يعني
ابتسمت بـ حب وقالت :-
انا فكرتك نسيت الموضوع ده من زمان
مروان بـ رفعه حاجب وقربها منه اكثر لتصبح بين ذراعيه :-
موضوع ايه يا مجنونه انتي اللي انساه انا بحبك يا كيمي بحبك ولسه بحبك وهفضل احبك واللي بيحب بيغير يا قدري
رفعت ذراعيها طوقت عُنقه كأنها وضعت نفسها بـ داخله تختبئ من العالم بـ اكمله لا تريد اي شئ سواه والاخر لم يضيع تلك الفرصه من يديه ، بعدها عنه قليلا لتصبح امام وجهه
_ وضع يده خلف عُنقها ثبتها لـ يمتص من رحيق شفتيها بـ شفتاه القاسيه لكن بـ نفس الوقت هادئه ناعمه بـ النسبه لها طوقت عُنقه لـ تذهب معه فـ عالم اخر .."
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
_ فـ صباح يوم جديد
_ علي مائده الطعام يجلس علي مقدمتها كامل وعلي يمينه مصعب و رائف و يساره ليلي التي قالت :-
_ چود كبرت و بقت قمر يا مُصعب
مُصعب بـ برود كالعاده :-
طيب
ليلي بـ حده :-
هو ايه اللي طيب بقولك البنت حلوه
رائف بـ قلق :-
لا ليلي چود متنفعش مُصعب خالص
مُصعب بـ نصف عين :-
تصدق ياد اول مره تقول كلمه حلوه ، جود بالنسبه ليا اختي وبس
كامل بـ هدوء :-
و لحد امتي يا مُصعب الـعُمر بيجري يا بني ، لازم تتجوز
مُصعب بـ هدوء زائف :-
انا ماشي يجماعه عشان لو قعدت اكتر من كده هطق اموت
_ خرج من المنزل بينما ليلي نظرت له بتوعد ، نهض خلفه اخيه لكنه مال علي عمته قليلا وقال :-
_ چود خط احمر يا ليلي تمام
_ القي كلماته و خرج وسط نظرات ذهولها وقالت لـ اخيها :-
_ شايف ولادك اللي هيموتوني ناقصه عُمر
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
_ فـ مكتب " كنوز الجندي "
_ ظهرت شخصيه جديده ، بـ ملابسها المكشوفه قليلا ، دخلت لـ السكرتيره وقالت بـ صوت انثي مُهلك :-
_ الدكتوره كنوز موجوده
اومأت لها الفتاه وقالت :-
ايوه يا فندم مين مين حضرتك
نظرت لها بـ عيون واسعه مرسومه بـ احترافيه :-
_ داليدا
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2013 ahmed hassan
تصميم : احمد حسن