ممكن حد يفسرلي يعني إيه أكون قاعد في أوضتي بليل وألاقي واحدة كبيرة في السن لابسة جلابية سودة بتعدي من قُدامي في الصالة ؟ والمُرعب أكتر إن رقبتها بتكون ملفوفة لورا، حاجة غير طبيعية، مش قادر أفهمها، ومن كُتر ما شوفت المنظر ده مبقتش قادر أنام كويس، وضربات قَلبي بقت سَريعة أغلب الوقت وحاسس إن هموت، اللي زاد من الأمور سواد إن مش فاكر حاجات كتير، وأوقات بنسى اسمي، في جزء غامض من حياتي كمان بحاول افتكره بس مش قادر،
الجزء الغامض ده هو السبب في ظهور الست المُرعبة ليا، وسبب في قُرب الشياطين مني، أيوه أنا بشوف الشياطين قُدامي في أوقات كتيره، خاصة في الحمام، وفي صالة الشَقة، أشكالهم غَريبة ومُرعبة، بيكونوا متربطين في الأرض، وحواليهم نار قَوية، لما بقرب منها بحس إن جسمي هيتفحم، لما بشوف الشياطين دي بجري لأوضتي وبستخبى فيها، لكنهم بيجوا ورايا، وبيقعدوا يخبطوا على باب الأوضة لدرجة إنه في مرة كان هيتكسر،
في مَرة من المرات اللي مش ناسيها لما بَصيت من ( عُقب ) الباب عَليهم، رجليهم كانت مصنوعة من نار، ووشوشهم سودة جدًا، لدرجة توجع العين بمجرد النظر ليها، وبيميزهم عيونهم البيضة اللي بتلمع لما النور بيضرب فيها، ولما فضلت باصص عَليهم لفترة طويلة لاقيت نور الصالة هرب، أيوه هرب لأنه كان موجود في أوضتي بس.
في حاجة غلط، دماغي هتنفجر طول الوقت وجسمي بيترعش دايمًا، وصحابي وقرايبي بيجولي من وقت للتاني يطمنوا عليا، ولما بسألهم أنا ليه مش فاكر حاجات كتير بيسكتوا ومبيردوش يفهموني، حتى شُغلي المُدير بتاعي اداني أجازة لمدة شهر وبمرتب عادي، فين أسرتي ؟ فين أمي ؟ فين الصور والذكريات اللي ممكن تفهمني وتفكرني ؟ البيت فاضي، مفهوش أي حاجة ممكن تساعدني أوصل لشيء، حتى الكمبيوتر بتاعي كان عليه ملف مليان صور، لما افتكرته وفتحته لاقيته ممسوح بالكامل.
أنا تايه، وخايف، عيني مزغللة وايدي بتترعش، والست بتعدي من قُدامي دلوقتي، مش عايزه تسيبني، راسها مُرعبة، بينزل منها دم كتير أوي، ولأول مَرة خارج منها صوت مُخيف كأنها بتدبح، وعينها مبرقة على أخرها وبتفتحها وتقفلها، قَربت منها، حاولت أمسكها بس معرفتش، صرخت فيها، ضربتني في وشي ووقعت على الأرض، نور الشقة بيقل وعيني مزغللة، الست اختفت فجأة، والشياطين ظهرت كالعادة ومتسلسلة في أرضية الصالة، بتحاول تقَرب مني وتفك السلاسل بتاعتها لكنها مش قادرة،
غمضت عيني وأنا جسمي بيترعش وقَلبي هيقف من الخوف، ولما فتَحت لاقيتهم لسه موجودين بل إن عددهم زاد، اتسندت على الحيطة بالعافية وقُمت ودخَلت أوضتي، لاقيت في وشي صَندوق خشب مقفول بقفل شَدني ليه، حاولت افتحه مرضيش، جبت شاكوش وكسرته، لاقيت جواه ورق فلوسكاب مَكتوب عليه بخط الإيد كلام كتير، أخدته وقعدت أقراه على السرير وأنا سامع أصوات الشياطين بَره بتحاول تدخلي،
قريت الكلام بصعوبة كأني فقدت قدرتي على القراءة وفهم الجُمل، افتكرت ده خطي، والكلام ده أنا اللي كاتبه، وبدأت أفهم واحدة واحدة واسترجع الذاكرة لما لاقيت:
-النهاردة أول يوم في شهر إبريل، جيه الوقت اللي انتظرته من فترة طويلة، النهاردة هقوم بالتجربة اللي حضرتلها لأكتر من شهر، أنا جبت كُل حاجة والطلبات جاهزة ومتحضرة.
-الطلبات كانت صَعبة، ومحتاجة وقت وتضحية كبيرة، بس النتائج اللي هوصلها هتعوضني عن أي حاجة خسرتها حتى ولو كانت أمي.
-هي برضة اللي غلطت لما وقفت في طريقي وعارضت إن أعمل التجربة بتاعتي، حلفتلها إن هنجح وهوصل للسر الكبير، لكنها كانت مُصممة على رأيها.
-مَر الوقت وأنا بحاول موصلش للحَل ده، بس اضطريت ليه علشان أنفذ شروط تفسير ظاهرة المَس الشيطاني.
-جبتلها سم مخصوص، حطيتهولها في الأكل، ولما مفعولة بدأ، جيبت حقنة كبيرة وسحبت منها عينت الدم اللي فتَحت بيها البُعد اللي هيفسرلي كُل حاجة.
-النهاردة 20 إبريل, أنا دفَنت أمي، والأمور مشيت طبيعي، نفذت كُل طلبات فَتح البُعد اللي هيفهمني حقيقة المَس الشيطاني، بس الأمور انعكست والتَجرُبة فشلت.
-وده حصل بسبب....
الكلام اللي أنا كتابه خلص لحد هنا، بَعدها لاقيت دَم فوق الورق، وشخابيط من القلم اللي اتكتب بيه الكلام ده، كأني حصل هجوم عليا وأنا بكتبه، مش فاهم حاجة، ولسه مش عارف أنا ليه فاقد ذاكرتي وكُل اللي حواليا مش عايزين يفهموني حاجة ؟؟، قَلبت في الورق كُله لحد ما خلص وكان كُله أبيض فيما عدا الورقة اللي كتبت فيها، لحد ما وصلت لورقة كبيرة كان مَكتوب فيها:
-التَجرُبة فشَلت بسبب خطأ في تنفيذ طلبات فَتح البُعد الثاني، أنا خسرت وقتي وجُهدي وفلوسي اللي دفعتها، وكمان خسرت أمي، بس مش دي القضية، الأزمة الحقيقية إن فقدت الإحساس بكُل حاجة إلا الخوف، وده بسبب الشياطين اللي بشوفها.
-النهاردة 25 إبريل أنا مش فاهم إيه اللي حصل، بس أنا غَرضي كان علمي.
-كنت عايز أعرف إيه هو المَس الشيطاني ؟ وموجود ولا لا ؟ وبيحصل إزاي ؟ وطُرق علاجه ؟ بس مَكنُتش أتخيل إن كُل ده يحصل.
-النهاردة 28 إبريل، جسمي كُله بيترعش، مبقَتش قادر أروح الشُغل، والشياطين طول الليل واقفينلي في الصالة، ومبقتش قادر أنام كمان، وسمعت منهم حاجة غَريبة معناها النهائي إن هموت في شهر 6.
-النهاردة 29 إبريل أنا اكتشفت سبب اللي بيحصل هو.....
قطع قراءتي صوت خَبط على باب الشَقة، خَرجت من أوضتي وقَبل ما أروح للباب بَصيت على الصالة الشياطين مكنتش موجودة، فتحت باب الشقة لاقيت أحمد مسعد صاحبي كاتب شاب مُهتم بأدب الرعب وبيحاول يوصل، قصير ورفيع، وعنده كرش صُغير، ودقنه مش كاملة، ولابس نضارة سودة وكان ساكت وحزين وباصص في الأرض، وقالي:
-لازم أقولك كُل حاجة يا صاحبي علشان مينفعش أسيبك بالشكل ده.
دخَلته الشَقة، وبدأ يحكي، قالي:
-أنا وأنت لاقينا كتاب من فترة في سور الأزبكية، كان بيتكلم عن المَس الشيطاني للإنسان، وطبعًا علشان أنا بحب كتابة الرعب اهتميت بالكتاب، وبعد ما قريناه سوا، كلمتك إن هكتب رواية عن الفكرة دي لأنها شدتني، ولاقيتك فجأة بتقولي إنك هتجرب الطريقة اللي قالها مؤلف الكتاب في تحضير الشياطين علشان تعرف هل المَس الشيطاني ده حقيقي ولا لا؟ وفعلاً اختفيت فترة طويلة، ماتت والدتك خلال الفترة دي، ورغم كده لاقيتك متبلد المشاعر مش حزين عليها ومُصمم تنفذ اللي في دماغك، وبَعد فترة طويلة أنت اختفيت ومبَقتش تروح شُغلك، جيتلك الشقة أنا وصحابنا طارق وخالد وإبراهيم، لاقيناك واقع في الصالة ومَخبوط على دماغك وبتنزف دم بشكل رهيب، نقلناك على المُستشفى، وهناك عرفنا إنك اتعرضت لضربة شديدة على راسك من الخلف، وده سببلك فقد في الذاكرة، وفي جزء بسيط أوي من المُخ اتهشم، وده هيخليك...
مُسعد سكت وعينه دمَعت، قولتله: كمل كمل أنا عايز أفهم
قالي بصوت مبحوح وهو بيلعب في دقنه:
-أنت هتموت في أي وقت بسبب الخَبطة، والدكتور اللي لحقك في المُستشفى طلب مننا نشيل أي حاجة ممكن تفكرك بحياتك القديمة، علشان ده هيفكرك باللي حصل وهتحزن، والحُزن والخَنقة هيأثروا عليك ولو هتعيش شهر، ممكن متكلمش يوم، أنا أسف، بس كان لازم أقولك كُل حاجة، علشان حتى على الأقل متخسرش أخرتك زي دُنيتك.
أحمد عينه كانت في الأرض طول الوقت، بيحاول يهرب مني بأي طريقة، سألته:
-أنت كُنت تعرف حاجة عن اللي هعمله في أمي ؟
قالي:
-لا طبعًا.
-أكيد ؟
-أيوه
دماغي اشتغلت وافتكرت ليلة قتلي لأمي، وكُل الحاجات اللي عملتها، عيطت، ودماغي كانت وجعاني جدًا وجسمي بيترعش، أحمد طبطب عليا، وحاول يهديني، غمضت عيني، وكُنت هنام، بس فجأة لاقيته بيطلع من جيبه حاجة وبيضربها في رقبتي، قُمت من مكاني بسُرعة لاقيته ماسك في إيده حُقنة وكان عايز يحطها في رقبتي، وقَرب مني وقالي:
-تعالى، تعالى وأنا هريحك.
قولتله:
-أنت مجنون ؟ بتعمل كده ليه ؟ أنا أذيتك في إيه ؟
قالي:
-بوظت التجَرُبة اللي كُنا هنعملها، وخسرتني فكرة الرواية اللي كانت هتنقلني لناحية تانيه بسبب غباءك، استعجلت ونفذت الشروط لوحدك وفي النهاية موصلتش لحاجة، وخسرت والدتك ومستفدناش بدمها في فَتح البُعد الثاني.
دمي فار، وبحركة لا إرادية سحَبت سكينة في طَبَق على السُفرة وجريت ناحيته، جري مني بس طعنته بالسكينة في ظَهره، لف وبَصلي وعينيه هتنفجر من الصدمة، فضربته في قَلبه وصدره، والشَقة كُلها غرقت دَم، قعَدت على الأرض، وأحمد كان واقع قُدامي بينزف وعينيه اتحولت للون الأبيض، ووشه بقى أسود زي الفَحم.
لو القصة عجبتكم الشير هيفرق جدااااً معايا، ومنتظر رأيكم في الكومنتات.

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2013 ahmed hassan
تصميم : احمد حسن